عندما يسألك ابنك : من هو الله

بسم الله الرحمن الرحيم



عندما يسألك ابنك : من هو الله
نتابع معك – عزيزي المربي – موضوع غرس العقيدة في نفوس الأبناء، وبعد أن
تحدثنا عن أثر العبادة وثمراتها، نتحدث اليوم عن الربط بين الكون
وموجوداته من حولنا

، ووجود الخالق وعظمته، ونستعين ببعض الأساليب لإيصال هذا المفهوم لأبنائنا في المرحلة الابتدائية.

▪ تقارب بين مرحلتين توجههم بسهولة
أيضاً، ودور المعلمة هنا لا يقل عن دور الأم، فالطفل في المدرسة لديه
قابلية ما يقال له.. وكثير من العظماء تحدثوا عن أثر المعلم
حياتهم سواء بالسلب أو الإيجاب..

وإذا كنا نؤكد على دور المعلم والمدرسة فإننا نعده عاملاً مساعداً للأساس
التربوي وهي الأم أو الوالدين عموماً، وعلى الأم ألا تتوقف عن التعبير عن
محبتها لأبنائها ولا تتحجج بأن أبناءها كبروا، فما المانع أن تقول الأم
صباحاً لأبنائها أحبكم وتكررها مساءً قبل نومهم، فالحب هو أول خطواتنا في
هذه المرحلة.

▪ خصائص الطفولة
لكي نستطيع غرس العقيدة علينا أن نتبين خصائص كل مرحلة عمرية على حدة:

• من 6 – 8 سنوات:
يهتم الطفل في هذه المرحلة بكل شيء، ويحب الحديث عن ما يحيط به في الكون
من شمس، قمر، نجوم، جبال، بحار، ويحب التزود بالمعلومات عن تلك الأشياء
الكونية ويمكننا أن نستخدم هذا الاهتمام في غرس العقيدة وتعويد الطفل على
الربط بين الله ومخلوقاته وأن نستغل قدراته السمعية والبصرية، العقلية، في
إدراك ذلك.

ويمكن لك عزيزي المربي أن تذكر له قصة سيدنا موسى....
وحديثه مع الله عز وجل.. عندما خاطب سيدنا موسى الله سبحانه وتعالى
قائلاً: أرني .. أنظر إليك .. فقال الله: انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه
فسوف ستراني .. وعندما تجلى نور الله على الجبل جعله دكاً.. أي تفتت الجبل
.. هذا ما حدث مع الجبل فما بالك بجسم الإنسان .. ولقد صعق سيدنا موسى من
مجرد انعكاس النور على الجبل.

وإذا سألك ابنك لماذا لا نرى الله ؟ أجبه بتلك القصة وأنه يمكننا رؤية
الله عز وجل من خلال مخلوقاته، فكل شيء في الوجود يدل على الله سبحانه
وتعالى.

▪ أسئلة محرجة
الأطفال في هذا السن يسألون ولا يتوقفون عن أسئلتهم وعلينا كمربين الإجابة
على أسئلتهم وعدم التهرب منها بحجج مثل: بماذا أجيبهم؟ أو إنهم لن
يفهموني! سيسأل الطفل أسئلة أخرى غريبة .. فيجب أن تكون إجابتنا صادقة
ولنعمل أيضاً على إثراء خيالهم.. المهم أن تكون إجاباتنا صحيحة وبمرور
الوقت سيتزود الأبناء بالمعلومات، ومثال ذلك هذا السؤال لطفل صغير.

س : من أكبر من الله ؟!
ج: الله أكبر من كل شيء.
س : من هو الله ؟
ج: الله خالق كل شيء.
س: أين هو الله ؟
ج: الله معنا في كل مكان.

▪ أمثلة تدعيمية
الأطفال يحتاجون لأمثلة توضيحية وتدعيمية لخيالهم عن الله والكون فنحدثهم
عن المجموعة الشمسية وكيف أن الشمس تسير منذ ملايين السنين بنفس النظام لا
تتغير.. وكيف أن المخلوقات من بشر وحيوانات لها قوانينها المحددة كالتنفس
مثلاً للحياة وأن الشجر يحتاج للماء، وأن كل شيء في هذا الكون له قانونه
الثابت لا يتغير ويدل على عظمة الله سبحانه وتعالى.

▪ كتاب ونشيد من سن (7-8 سنوات)
في العام الثاني من المرحلة الابتدائية نكثر من الحديث عن الله، فالله
خالق كل شيء، ويكون حديثنا مدعماً بالصور والأناشيد، فالأناشيد من أنجح
الوسائل لتوصيل المعلومة للأطفال، فإذا تحدثنا عن البحر وفوائده وقدرة
الله التي تتجلى في خلقه للبحر ندعمها بالصور ونسمع الطفل نشيد البحر
والذي يغني فيه البحر عن فوائده وعن الله خالقه ( إله الكون سواني ومن
يرعاك يرعاني).

▪ نماذج جديدة
يمكننا الاستعانة في هذه المرحلة بنماذج جيدة من الكتب تكسر الرتابة
والملل في الكتب الحالية، مثل كتاب ( القرآن الكريم معلمي ) للأخت " خولة
درويش "، وهي محاولة متقدمة في إعداد الكتب التعليمية للأطفال، وفي هذا
الكتاب نرى سورة من القرآن، ثم مفاهيم دينية من السورة، ثم مفاهيم لغوية،
ثم مفاهيم رياضية، وكذلك تربية فنية من السورة نفسها.

ويبدأ الكتاب بسورة أقرأ وتكون المفاهيم اللغوية حول الحرف (أ) وتتركز
المفاهيم الرياضية حول الاتجاهات فوق، تحت، بين، على .. ومفهوم
الارتفاعات، أما التربية الفنية فهي كلمات مزخرفة من نفس السورة وعلى
الطفل تلوينها.

▪ نزول المطر (من سن 8 -9 سنوات)
في تلك المرحلة يتعلق الأطفال بالحيوانات الأليفة ويحرصون على رعايتها،
ونستطيع من خلال ذلك أن نبين لهم قدرة الخالق العظيم، وهناك سلسلة كتب
المسلم الصغير التي تساعد في ذلك، وهناك شرائط فيديو منتجة في الخارج
أيضاً، مثل شريط باللغة الإنجليزية اسمه: ( الحمد لله) ويقول الشريط ..
الله عز وجل خلق كل شيء .. خلق أهلنا .. وخلق الطبيعة .. وخلق غذاءنا.. مع
تدعيم للصورة والأناشيد فيه .. ويمكن لنا أن نقوم بتحويل هذا الشريط إلى
اللغة العربية.

ويدرس الطفل في هذا العمر كيفية نزول المطر.. فالماء يتبخر بفعل الشمس إلى بخار ماء ويتجمع على هيئة سحب ثم يسقط أمطاراً.

والمهم هنا أن نقول أن كل هذا يتم بأمر من الله .. فكثيراً ما تجمعت سحب
فوق مدينتنا ولم تنزل الأمطار بل رحلت تلك السحب وهذا ما يدعونا لصلاة
الاستسقاء، ولذلك عندما يسمع الطفل عن صلاة الاستسقاء يعرف أهمية الدعاء
لهطول الأمطار



.

موضوع فى غاية اللجمال

مروركم الاجمل
مشكورييييييين